بسم الله الرحمن الرحيم وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحساب.هذه محاولة لوضع لبنة لبحث حول شخصية علمية محورية في تاريخ أسرة آل أحمد ابن الزين شغلت الناس وملئت الدنيا علما وفضلا وكانت حجر الزاوية،ولا أعلم من أين أبدأ الكتابة، فأنا أمام مسار دائري لابداية له ولانهاية، ولعل شح المعلومات عن المترجم له با المصادر المتوفرة لحد الأن قد أدى لذلك. ورغم ذلك فلاسبيل للتراجع فقد أخذناعلى عاتقنا المسؤولية التاريخية والأخلاقية من أجل نفض الغبار عن تاريخ هذه الأسرة الكريمة الشريفة آل أحمد ابن الزين معتمدين بعد الله سبحانه وتعالى على صدق الإرادة والتسلح باالمثابرة والحصافة والشمولية في البحث .فلولا المشقة لساد كل الناس ومن لايحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.
مدخل:
روت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما أن زيد بن عمرو بن نفيل والد الصحابي الجليل سعيد ابن زيد وأحد العشرة المبشرين با الجنة كان يعتزل ماكانت عليه قريش من عبادة الأوثان رفقة اثنين هما ورقة بن نوفل وعثمان بن الحويرث وكان زيد بن عمرو بن نفيل يستقبل الكعبة مرددا والله يامعشر قريش مامنكم على دين ابينا ابراهيم اليوم سواي ثم يقول وعيناه تذرفان الدمع. ربي إني على ملة أبينا إبراهيم ولكن لااعرف على اي وجه تعبد .وبعد فترة من الزمن هاجر الى بلاد الشام ليبحث عن الدين الحق دون جدوى وختم زيارته لأحد الرهبان الذي خاطبه قائلا :يابني إنك تبحث اليوم عن دين قد اندرس ولا يوجد من يفقهه لان من كان يعرفه قد ماتو جميعا.
.انتهى.قس على ذلك يرحمك الله تعالى أخبار وآثار هؤلاء الأعلام قد ضاعت بسبب وفاة العالمين بها، وهذه الحنيفية ملة أبينا إبراهيم وقد اندرست فما بالك بما هو دونها بكثير.
توطئة تاريخية:
عرفت بلاد شنقيط وخاصة منطقة الحوض منها فترة اشتهرت بفترة الفراغ الوثائقي ويتفق اهل الدرس والبحث في التاريخ والأنساب والأخبار حول كون تلك المرحلةإنتهت بظهور الشعر على لسان سيدي عبدالله ابن رازكه العلوي ورفيقه محمد اليدالي .ورغم ذلك فحركة التأليف إعترضتها عقبات خاصة بأهل البادية لخصها محمد سعيد اليدالي رحمه الله تعالى بقوله :لوكنت حضريا لألفت أكثر مما ألف السيوطي.
وينقسم العلماء في هذه البلاد إلى قسمين، قسم اهتم باالتأليف وقسم اخر اهتم باالتدريس دون التاليف ولعل صاحب الترجمة يدخل في عداد القسم الأخير والعلم عند الله سبحانه وتعالى.
من هو الطالب محمود ابن ديوم:
هو العلامة والحبر الفهامة أعجوبة دهره وقاضي تنواجيو بعد الطالب أحمد بن محمد راره، العالم السني العامل الذي لايخاف في الحق لومة لائم ولاجفاء صاحب ولاسطوة متجبر ظالم، ويكفيك مقولته المشهورة :إذا ظهرت البدعة وسكت العالم فعليه لعنة الله. العلامة الطالب محمود (أباه )ابن محمد ابن محمد عبدالدائم (ديوم )ابن أحمد ابن الزين السليماني الحسني العلوي نسبا التنواجيوي
وطنا،وأمه الشريفة الادريسية التنواجيوية فاطمة بنت الشيخ بتار،أحد أباء وأبناء أسرة آل ديوم ابن أحمد ابن الزين. وهي أسرة علمية خرج منهم الكثير من العلماء والمشايخ ولازلنا نرى من أحفادهم الخير العميم.وقد.برز منهم علماء وفقهاء أفذاذ نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الطالب محمود (أباه)وأبناءه العلماء الأربعة محمد الأمين (حني)وناصر الدين وأحمد وجدو وحفيده محمد شيخنا ولد محمد الأمين ولد أحمد ولد الطالب محمود الذي جلس للقضاء في سن مبكرة لغزارة علمه وفرط ذكائه وله قصص مشهورة تدل على أهليته للقضاء كما كان من مشايخ القرآن الكريم وقد إطلعت على سند يمر به. وأبناء عمومتهم أبناء عبدالله ابن ديوم وهم كثر منهم محمد عبدالدائم ابن محمد بن عبدالله ابن ديوم صاحب الرسم الشهير في القرآن الكريم،
ومما عرف به رسم الشيخ محمد عبدالدائم بن ديوم رحمه الله تعالى أنه نص على بعض الكلمات المحذوفة التي أوردها الطالب عبدالله الجكني على أنها ثابتة خلافا لما في المصاحف المشرقية مثل كلمة (ذرية ضعفا).
وأبناءه العلماء الثلاثة محمد المهدي الذي خلفه في محضرته وقدأورد أپول مرتي في كتابه الموسوم ب القبائل البيضانية في الحوض والساحل الموريتاني وقصة الإحتلال الفرنسي للمنطقة تعريب الدكتور :محمد محمود ودادي،في الفصل الحادي عشر تحت عنوان تنواجيو في باب الحياة الدينية من نفس الفصل الصفحة282من الكتاب مانصه:
ومعظم مرابطي تنواجيو ينتسبون إلى الشيخ المهدي وهم:
(أ)لدى أهل بابامحمد المهدي بن محمدعبدالدايم المولود حوالي 1870،وهو معلم مدرسة مزدهرة،وسيدي محمد بن سيدي عبدالله المولود حوالي1872،وهو رجل متعلم وقاضي وإمام الفخذ،وينشر التعليم العالي بين بضعة من تلامذته،وأخيرا القاسم بن الشيخ المهدي نفسه وأخوته وأكثرهم وجاهة هو سيدنا.
ثم إسترسل في الحديث عن بقية مكونات القبيلةباالترتيب،أهل محمياي وأولاد بو محمد وإچاچ بركة الشرقيين، واولاد لما يمتس بتفاوت بعض الافخاذ يذكر منها شخصية وأفخاذ أخرى شخصيتين علميتين.
ومحمد عبدالله ومحمدو إبنا محمد عبدالدائم ، وبنات محمدو مريم وزينب وعمتهم الفقيهة فاطمة بنت محمد عبدالدائم وابن عمهم أحمد جدو بن سيدي المختار ابن عبدالله ابن ديوم.وكأن لسان حالهم يتمثل قول السموأل ابن عاديا:
اذا سيد منا خلا قام سيد:قؤول لما قال الكرام فعول.
-تحصيله العلمي:
لم نقف لحد هذه الساعة على كل شيوخ الطالب محمود خلال فترات تحصيله العلمي إلا أن أبرزهم الطالب أحمد ولد محمد راره التنواجيوي الذي خلفه صاحب الترجمة في القضاء.
والقضاء لغة الحكم والأداء واصطلاحا إظهار حكم الشرع في الواقعة فيمن يجب عليه إمضاؤه.
وله شروط مطلوب توفرها في متوليه إضافة للإسلام والتكليف والعقل فمنها العدالة والإجتهاد وهو أصعب الشروط توفرا والمجتهد نوعان مطلق لجميع المذاهب ومقيد بمذهب معين
ولاشك أن تولي صاحبنا للقضاء دليل على مكانته العلمية .فاالقضاء قديما في هذه البلاد كان تاج العلم ومن تتبع كتاب الوسيط يجد تصريحا بذلك في ترجمة سيدي عبدالله ابن رازكة حيث مدحه بقاضي لبراكنة كما مدح جده عبدالله بقاضي شنقيط وغيرهم كثر.ولاأدل على أهمية القضاء من موقعه السلطوي حيث قال شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية ولاة الأمر صنفان الأمراء والعلماء والمقصود هنا با القضاة منهم .ومن تتبع التاريخ الإسلامي يجد نماذج كثيرة على أهمية القاضي والقضاء في حياة الناس .
كان الطالب محمود رحمه الله تعالى يلقب با أشويطره وهو الفهم المتصرف ويقال رحمه الله تعالى أنه لقب بذلك لانه كان يزاول أكثر من عمل في آن واحد فربما كان يدرس بعض تلامذته ويعد القرى للضيف في الوقت نفسه على عادة أهل البلاد آنذاك حيث كان الرجال هم من يهتمون با الضيوف وذلك مايفسر هجاء ولد محمدي في أبياته المشهورة لأهل اجريفين بسبب عدم إستقبالهم له في تلك الليلة بسبب غياب رجال الحي والعلم عند الله سبحانه تعالى.
_مكانته العلمية:
تتجسد المكانة العلمية لصاحبنا من خلال توليه للقضاء كما بينا آنفا.وهاك الدليل:
قصة:
ذكر محمد يي بن سيدي بن الطيب في كتابه الصحيح النفيس في نسب تنواجيو الأشراف أبناء سيدي يحي بن ادريس في معرض حديثه عن أهل أحمد ابن الزين:.
ومن علمائهم الطالب محمود بن ديوم الذي حكم في قضية العين بين أبهاه بن الشيخ بتار وإبن أخيه جدو فلما أظهر وجه الحكم قال أبهاه:نسأل العين؟فسألوها فأنطقها الله الذي أنطق كل شيئ ،فقال القاضي (الطالب محمود) هذا جماد لايحكم بقوله.انتهى.ويتبين من هذه القصة المكانة العلمية للطالب محمود رحمه الله تعالى. ويقال أن أبهاه قد قال للطالب محمود أمور يستشف منها كثرة طلاب الطالب محمود حيث خاطبه قائلا:-سوف تبيب مجاورا لمضارب أهل الحبيب بدون علمهم بمعية طلابك وهو أمر مستحيل الحصول حيث يقال أنه لم تكن تخمد له نار بسبب كثرتهم.وهذه أمور معروفة عند القاصي والداني منقولة با التواتر.وصدق سيدي عبدالله ابن الحاج ابراهيم العلوي رحمه الله تعالى حين يقول:
وأجزم بصحة خبر التواتر:وسوي بين مسلم وكافر.
فتاوي العلامة الطالب محمود:
كانت ترد عليه رحمه الله تعالى فتاوى عديدة من مختلف الجهات ولعل موقفه في حل معضلة أبهاه بن الشيخ بتار قد جعلته مقصد جميع المتخاصمين وكان يرد على جميع الفتاوى باالدليل من الكتاب والسنة دون الرجوع للفروع بسبب سعة فهمه ونباهته وهو أمر نادر .وقد ذكر لنا أكثر من ثقة فتاوى له رحمه الله تعالى ولن نألو جهدا في الحصول عليها بحول الله تعالى.
-أبناءه:
له من لعريبية بنت جدو ابن الحبيب أحمد (جدأهل أحمد) وناصر الدين (جدأهل ناصر الدين )وجدو (جد أهل جدو)وله من خديجة بنت محمياي محمد الأمين الملقب حني جد أهل حني.ومن تعيش بنت أحمد عثمان ابنته أطعين بنت الطالب محمود.
وفاته:
لم نقف على ضبط تاريخ وفاته رحمه الله تعالى إلا أنه كان حيا بعد 1220 السنة الذي توفي فيها الطالب أحمد ولد محمد راره رحمهم الله تعالى حسبما ذكر صاحب كتاب فتح الشكور. ولعل الأمور تتضح أكثر في حالة الاطلاع على فتاواه إن شاء الله تعالى.
خاتمه:
مماسبق أصبح جليا للجميع أهمية هذه الشخصية العلمية الكبيرة التي يكاد النسيان يطويها .ومع ذلك فا الفرصة لازالت متاحة للباحثين .ونحن نرى بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى أن إنجاز أي بحث علمي حول هذه الشخصية يجب أن يرتكز على وسيلتين لاثالث لهما ففيهما غنى عما سواهما:
-مسح شامل للمكتبات الأهلية التي تزخر باالمخطوطات النفيسة مع التركيز على المتاح منها في البداية.
-إعتماد الرواية الشفوية مع اعتماد سياسة الترجيح والتي تقوم على قبول الرواية الشفوية المتأتية من أوجه عدة فا الحق يقع فيه الحافر على الحافر.وهو مايعبر عنه فقهيا با التواتر أما الرواية الشفوية يتيمة المصدر فلايتم تبنيها إذا لم تعضدها وثيقة.
كتبه/سيدي محمد ولد أباهي.
مدخل:
روت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما أن زيد بن عمرو بن نفيل والد الصحابي الجليل سعيد ابن زيد وأحد العشرة المبشرين با الجنة كان يعتزل ماكانت عليه قريش من عبادة الأوثان رفقة اثنين هما ورقة بن نوفل وعثمان بن الحويرث وكان زيد بن عمرو بن نفيل يستقبل الكعبة مرددا والله يامعشر قريش مامنكم على دين ابينا ابراهيم اليوم سواي ثم يقول وعيناه تذرفان الدمع. ربي إني على ملة أبينا إبراهيم ولكن لااعرف على اي وجه تعبد .وبعد فترة من الزمن هاجر الى بلاد الشام ليبحث عن الدين الحق دون جدوى وختم زيارته لأحد الرهبان الذي خاطبه قائلا :يابني إنك تبحث اليوم عن دين قد اندرس ولا يوجد من يفقهه لان من كان يعرفه قد ماتو جميعا.
.انتهى.قس على ذلك يرحمك الله تعالى أخبار وآثار هؤلاء الأعلام قد ضاعت بسبب وفاة العالمين بها، وهذه الحنيفية ملة أبينا إبراهيم وقد اندرست فما بالك بما هو دونها بكثير.
توطئة تاريخية:
عرفت بلاد شنقيط وخاصة منطقة الحوض منها فترة اشتهرت بفترة الفراغ الوثائقي ويتفق اهل الدرس والبحث في التاريخ والأنساب والأخبار حول كون تلك المرحلةإنتهت بظهور الشعر على لسان سيدي عبدالله ابن رازكه العلوي ورفيقه محمد اليدالي .ورغم ذلك فحركة التأليف إعترضتها عقبات خاصة بأهل البادية لخصها محمد سعيد اليدالي رحمه الله تعالى بقوله :لوكنت حضريا لألفت أكثر مما ألف السيوطي.
وينقسم العلماء في هذه البلاد إلى قسمين، قسم اهتم باالتأليف وقسم اخر اهتم باالتدريس دون التاليف ولعل صاحب الترجمة يدخل في عداد القسم الأخير والعلم عند الله سبحانه وتعالى.
من هو الطالب محمود ابن ديوم:
هو العلامة والحبر الفهامة أعجوبة دهره وقاضي تنواجيو بعد الطالب أحمد بن محمد راره، العالم السني العامل الذي لايخاف في الحق لومة لائم ولاجفاء صاحب ولاسطوة متجبر ظالم، ويكفيك مقولته المشهورة :إذا ظهرت البدعة وسكت العالم فعليه لعنة الله. العلامة الطالب محمود (أباه )ابن محمد ابن محمد عبدالدائم (ديوم )ابن أحمد ابن الزين السليماني الحسني العلوي نسبا التنواجيوي
وطنا،وأمه الشريفة الادريسية التنواجيوية فاطمة بنت الشيخ بتار،أحد أباء وأبناء أسرة آل ديوم ابن أحمد ابن الزين. وهي أسرة علمية خرج منهم الكثير من العلماء والمشايخ ولازلنا نرى من أحفادهم الخير العميم.وقد.برز منهم علماء وفقهاء أفذاذ نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الطالب محمود (أباه)وأبناءه العلماء الأربعة محمد الأمين (حني)وناصر الدين وأحمد وجدو وحفيده محمد شيخنا ولد محمد الأمين ولد أحمد ولد الطالب محمود الذي جلس للقضاء في سن مبكرة لغزارة علمه وفرط ذكائه وله قصص مشهورة تدل على أهليته للقضاء كما كان من مشايخ القرآن الكريم وقد إطلعت على سند يمر به. وأبناء عمومتهم أبناء عبدالله ابن ديوم وهم كثر منهم محمد عبدالدائم ابن محمد بن عبدالله ابن ديوم صاحب الرسم الشهير في القرآن الكريم،
ومما عرف به رسم الشيخ محمد عبدالدائم بن ديوم رحمه الله تعالى أنه نص على بعض الكلمات المحذوفة التي أوردها الطالب عبدالله الجكني على أنها ثابتة خلافا لما في المصاحف المشرقية مثل كلمة (ذرية ضعفا).
وأبناءه العلماء الثلاثة محمد المهدي الذي خلفه في محضرته وقدأورد أپول مرتي في كتابه الموسوم ب القبائل البيضانية في الحوض والساحل الموريتاني وقصة الإحتلال الفرنسي للمنطقة تعريب الدكتور :محمد محمود ودادي،في الفصل الحادي عشر تحت عنوان تنواجيو في باب الحياة الدينية من نفس الفصل الصفحة282من الكتاب مانصه:
ومعظم مرابطي تنواجيو ينتسبون إلى الشيخ المهدي وهم:
(أ)لدى أهل بابامحمد المهدي بن محمدعبدالدايم المولود حوالي 1870،وهو معلم مدرسة مزدهرة،وسيدي محمد بن سيدي عبدالله المولود حوالي1872،وهو رجل متعلم وقاضي وإمام الفخذ،وينشر التعليم العالي بين بضعة من تلامذته،وأخيرا القاسم بن الشيخ المهدي نفسه وأخوته وأكثرهم وجاهة هو سيدنا.
ثم إسترسل في الحديث عن بقية مكونات القبيلةباالترتيب،أهل محمياي وأولاد بو محمد وإچاچ بركة الشرقيين، واولاد لما يمتس بتفاوت بعض الافخاذ يذكر منها شخصية وأفخاذ أخرى شخصيتين علميتين.
ومحمد عبدالله ومحمدو إبنا محمد عبدالدائم ، وبنات محمدو مريم وزينب وعمتهم الفقيهة فاطمة بنت محمد عبدالدائم وابن عمهم أحمد جدو بن سيدي المختار ابن عبدالله ابن ديوم.وكأن لسان حالهم يتمثل قول السموأل ابن عاديا:
اذا سيد منا خلا قام سيد:قؤول لما قال الكرام فعول.
-تحصيله العلمي:
لم نقف لحد هذه الساعة على كل شيوخ الطالب محمود خلال فترات تحصيله العلمي إلا أن أبرزهم الطالب أحمد ولد محمد راره التنواجيوي الذي خلفه صاحب الترجمة في القضاء.
والقضاء لغة الحكم والأداء واصطلاحا إظهار حكم الشرع في الواقعة فيمن يجب عليه إمضاؤه.
وله شروط مطلوب توفرها في متوليه إضافة للإسلام والتكليف والعقل فمنها العدالة والإجتهاد وهو أصعب الشروط توفرا والمجتهد نوعان مطلق لجميع المذاهب ومقيد بمذهب معين
ولاشك أن تولي صاحبنا للقضاء دليل على مكانته العلمية .فاالقضاء قديما في هذه البلاد كان تاج العلم ومن تتبع كتاب الوسيط يجد تصريحا بذلك في ترجمة سيدي عبدالله ابن رازكة حيث مدحه بقاضي لبراكنة كما مدح جده عبدالله بقاضي شنقيط وغيرهم كثر.ولاأدل على أهمية القضاء من موقعه السلطوي حيث قال شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية ولاة الأمر صنفان الأمراء والعلماء والمقصود هنا با القضاة منهم .ومن تتبع التاريخ الإسلامي يجد نماذج كثيرة على أهمية القاضي والقضاء في حياة الناس .
كان الطالب محمود رحمه الله تعالى يلقب با أشويطره وهو الفهم المتصرف ويقال رحمه الله تعالى أنه لقب بذلك لانه كان يزاول أكثر من عمل في آن واحد فربما كان يدرس بعض تلامذته ويعد القرى للضيف في الوقت نفسه على عادة أهل البلاد آنذاك حيث كان الرجال هم من يهتمون با الضيوف وذلك مايفسر هجاء ولد محمدي في أبياته المشهورة لأهل اجريفين بسبب عدم إستقبالهم له في تلك الليلة بسبب غياب رجال الحي والعلم عند الله سبحانه تعالى.
_مكانته العلمية:
تتجسد المكانة العلمية لصاحبنا من خلال توليه للقضاء كما بينا آنفا.وهاك الدليل:
قصة:
ذكر محمد يي بن سيدي بن الطيب في كتابه الصحيح النفيس في نسب تنواجيو الأشراف أبناء سيدي يحي بن ادريس في معرض حديثه عن أهل أحمد ابن الزين:.
ومن علمائهم الطالب محمود بن ديوم الذي حكم في قضية العين بين أبهاه بن الشيخ بتار وإبن أخيه جدو فلما أظهر وجه الحكم قال أبهاه:نسأل العين؟فسألوها فأنطقها الله الذي أنطق كل شيئ ،فقال القاضي (الطالب محمود) هذا جماد لايحكم بقوله.انتهى.ويتبين من هذه القصة المكانة العلمية للطالب محمود رحمه الله تعالى. ويقال أن أبهاه قد قال للطالب محمود أمور يستشف منها كثرة طلاب الطالب محمود حيث خاطبه قائلا:-سوف تبيب مجاورا لمضارب أهل الحبيب بدون علمهم بمعية طلابك وهو أمر مستحيل الحصول حيث يقال أنه لم تكن تخمد له نار بسبب كثرتهم.وهذه أمور معروفة عند القاصي والداني منقولة با التواتر.وصدق سيدي عبدالله ابن الحاج ابراهيم العلوي رحمه الله تعالى حين يقول:
وأجزم بصحة خبر التواتر:وسوي بين مسلم وكافر.
فتاوي العلامة الطالب محمود:
كانت ترد عليه رحمه الله تعالى فتاوى عديدة من مختلف الجهات ولعل موقفه في حل معضلة أبهاه بن الشيخ بتار قد جعلته مقصد جميع المتخاصمين وكان يرد على جميع الفتاوى باالدليل من الكتاب والسنة دون الرجوع للفروع بسبب سعة فهمه ونباهته وهو أمر نادر .وقد ذكر لنا أكثر من ثقة فتاوى له رحمه الله تعالى ولن نألو جهدا في الحصول عليها بحول الله تعالى.
-أبناءه:
له من لعريبية بنت جدو ابن الحبيب أحمد (جدأهل أحمد) وناصر الدين (جدأهل ناصر الدين )وجدو (جد أهل جدو)وله من خديجة بنت محمياي محمد الأمين الملقب حني جد أهل حني.ومن تعيش بنت أحمد عثمان ابنته أطعين بنت الطالب محمود.
وفاته:
لم نقف على ضبط تاريخ وفاته رحمه الله تعالى إلا أنه كان حيا بعد 1220 السنة الذي توفي فيها الطالب أحمد ولد محمد راره رحمهم الله تعالى حسبما ذكر صاحب كتاب فتح الشكور. ولعل الأمور تتضح أكثر في حالة الاطلاع على فتاواه إن شاء الله تعالى.
خاتمه:
مماسبق أصبح جليا للجميع أهمية هذه الشخصية العلمية الكبيرة التي يكاد النسيان يطويها .ومع ذلك فا الفرصة لازالت متاحة للباحثين .ونحن نرى بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى أن إنجاز أي بحث علمي حول هذه الشخصية يجب أن يرتكز على وسيلتين لاثالث لهما ففيهما غنى عما سواهما:
-مسح شامل للمكتبات الأهلية التي تزخر باالمخطوطات النفيسة مع التركيز على المتاح منها في البداية.
-إعتماد الرواية الشفوية مع اعتماد سياسة الترجيح والتي تقوم على قبول الرواية الشفوية المتأتية من أوجه عدة فا الحق يقع فيه الحافر على الحافر.وهو مايعبر عنه فقهيا با التواتر أما الرواية الشفوية يتيمة المصدر فلايتم تبنيها إذا لم تعضدها وثيقة.
كتبه/سيدي محمد ولد أباهي.
أجدت وأفدت أستاذنا الباحث الباحث
ردحذفوجزاكم الله كل خير على هذه الورقة القيمة من تاريخ أحد أعلامنا الكرام الأماجد رحمهم الله تعالى